فبراير 17, 2025

بيت لاهيا: قصة صمود أسطوري في ظل الإبادة الجماعية

31 ديسمبر 2024

1948 – التقسيم والتهجير

تقع بيت لاهيا على بعد 7 كيلومترات شمال مدينة غزة، وتحدها قرية هربيا المحتلة من الشمال، وجباليا والنزلة من الجنوب، وبيت حانون من الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من الغرب. تبلغ مساحتها 24,500 دونم ، مقارنةً بمساحة تقدر بـ38,376 دونمًا قبل نكبة 1948. كان يسكنها حوالي 100,000 نسمة في عام 2021. تشتهر المدينة بكونها أكبر منتج للورود والفراولة في فلسطين، وهو إنتاج يُصدَّر إلى الأسواق الخارجية.


1967 – الاحتلال العسكري

احتلت القوات الإسرائيلية بيت لاهيا عقب هزيمة الجيوش العربية في نكسة عام 1967، وسيطرت على قطاع غزة بالكامل. بالإضافة إلى العدد الكبير من اللاجئين الذين يعيشون في بيت لاهيا منذ عام 1948، استقبلت المدينة موجات نزوح جديدة من الفلسطينيين الذين هُجروا من أراضيهم عام 1967.


1993 – أوسلو والحكم الذاتي

تمكّنت السلطة الوطنية الفلسطينية التي تشكلت بعد توقيع اتفاقات أوسلو، من إدارة قطاع غزة داخليًا رغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي العسكري. أصبحت بيت لاهيا جزءًا من محافظة الشمال، وفق التقسيم الإداري الجديد المعتمد عام 1994. وقد حوّلها الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى مدينة، وحوّل مجلسها إلى مجلس بلدي.


2000-2022 – تحت القصف المتواصل

لطالما تعرضت المدينة للقصف والتدمير والتجريف من قبل جيش الاحتلال، بسبب موقعها القريب من نقاط التماس المباشر مع معسكرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما حي العطاطرة الذي دمر أكثر من 90% منه عام 2008.


مجزرة الشاطئ عام 2006

في 9 حزيران/يونيو 2006، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية قذائفها على شاطئ بحر بيت لاهيا، ما أسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة 200 آخرين. وصلت إلى العالم صور الطفلة هدى غالية، البالغة من العمر 11 عامًا، وهي تبكي بجوار جثث عائلتها. جاءت هذه الجريمة ضمن سلسلة من الاعتداءات التي بدأت فيها إسرائيل كعادتها بخرق اتفاق وقف إطلاق النار عام 2005 بقتل الفلسطينيين.


منذ أكتوبر 2023

يواصل النظام الاستعماري الإسرائيلي تنفيذ إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، مدمّرًا البشر والأرض والبنية التحتية، ومرتكبًا عمليات تطهير عرقي ضد سكان شمال القطاع، بما يشمل بيت لاهيا.

في إطار هذه الإبادة الجماعية المتواصلة والتطهير العرقي الشامل لشمال غزة، صعّد النظام الاستعماري الإسرائيلي استهدافه للمدينة المكتظة بالسكان، حيث قصف وفجّر عددًا من شوارعها، وزرع البراميل المتفجرة بين المنازل والمستشفيات. ولا تزال هذه المناطق تتعرض لاعتداءات وانتهاكات واسعة النطاق، كان أبرزها القصف المباشر لمستشفى كمال عدوان، واستهداف طواقمه باغتيالهم أثناء عملهم، باستخدام الطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة الفتاكة.