تحصل إسرائيل على تمويل من الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج هورايزون البحثي منذ عام 1996.
تشارك المؤسسات والشركات الإسرائيلية العامة أو الخاصة التي تتلقى تمويلًا من برنامج هورايزون بشكل مباشر أو غير مباشر في تطوير التكنولوجيا والسياسات التي تُستخدم لقمع الفلسطينيين ودعم نظام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي.
هورايزون أوروبا هو أهم برنامج للاتحاد الأوروبي في مجال البحث والابتكار وتبلغ ميزانيته 95.5 مليار يورو للفترة بين 2021 و2027.
يُعتبر البرنامج من أبرز أشكال التعاون بين الاتحاد الأوروبي والدول غير الأعضاء فيه.
تستفيد إسرائيل من هذا البرنامج منذ عام 1996.
تُستخدم المنح البحثية الأوروبية لتمويل المؤسسات الأكاديمية والشركات، من بينها الشركات العسكرية والوكالات الحكومية الإسرائيلية.
يستثني برنامج هورايزون نظريًا الكيانات الموجودة في الضفة الغربية المحتلة وغزة، إلا أنه في الواقع يدعم كيانات متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في التوسع الاستعماري الإسرائيلي المستمر وفرض نظام الفصل العنصري.
وقد خالف البرنامج مرارًا وتكرارًا مبادئ الاتحاد الأوروبي بتمويله مؤسسات مثل جامعة أريئيل الواقعة في مستوطنة أريئيل غير القانونية.
في ما يلي بعض الأمثلة على الشركات التي تحصل على تمويل من برنامج هورايزون أوروبا على الرغم من مشاركتها في الانتهاكات الإسرائيلية:
آي بي إم إسرائيل المحدودة (IBM Israel Ltd.)
ريد هات (Red Hat)
سايتك ليمتد (Sightec Ltd.)
شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (Israel Aerospace Industries)
معهد تخنيون (Technion Institute)
جامعة تل أبيب (Tel Aviv University)
الجامعة العبرية في القدس (Hebrew University of Jerusalem)
توفر شركة سايتك نظام تحليل الطائرات بدون طيار للشرطة الإسرائيلية، والتي تعمل على قمع الفلسطينيين وإنفاذ السياسات التمييزية ضدهم.
يدعم مشروع هورايزون أوروبا مع سايتك (البالغ قيمته 2.4 مليون يورو) عمليات تطوير تقنيات الطائرات بدون طيار في المناطق الحضرية.
يتعاون برنامج هورايزون كذلك مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية ووزارة النقل الإسرائيلية وهيئة الابتكار الإسرائيلية، وكلها مسؤولة عن جدار الفصل العنصري والطرق الفاصلة والبنى التحتية للمستوطنات أو تطوير التقنيات التي يتم استخدامها لقمع الفلسطينيين.
ويتلقى المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا (تخنيون) 33.08 مليون يورو من برنامج هورايزون. ويشتهر معهد تخنيون بدوره في تطوير التقنيات وأنشطة البحث والتطوير العسكري التي تهدف إلى دعم المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الاستعماري، مثل الجرافة D9 التي يتم التحكم فيها عن بُعد ويتم استخدامها على نطاق واسع في الهدم المنهجي للمنازل الفلسطينية.
في معهد تخنيون، تم تطوير نظام “سكريم”، وهو نظام صوتي غير مميت يطلق موجات صوتية عالية لا يمكن للبشر تحملها على مسافات تصل إلى 100 متر ويمكن أن تسبب الغثيان والدوار. يُستخدم هذا السلاح لقمع التظاهرات.
قدَّمت الجامعة كذلك دورات حول كيفية تسويق الصناعة العسكرية الإسرائيلية في الخارج.
وأعرب مسؤولون في الاتحاد الأوروبي في عدة تصريحات عن “قلقهم” إزاء الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، بما في ذلك انتهاكات حقوق الإنسان.
وفي عام 2021، طالب 60 عضوًا في البرلمان الأوروبي المفوضية الأوروبية بالتحقيق في ما إذا كان التمويل الذي يقدمه برنامج هورايزون قد اُستخدم بشكل مباشر أو غير مباشر لتطوير تقنيات المراقبة السيبرانية، مثل بيغاسوس وكانديرو.
ورفضت المفوضية الأوروبية في البداية التحقيق في استخدام الدول الأعضاء لبرامج التجسس، لكنّ البرلمان الأوروبي تولى المهمة بدلًا منها، وأجرى تحقيقًا شمل استخدام أموال برنامج هورايزون.
ومع ذلك، يواصل الاتحاد الأوروبي دعم نظام الاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي من خلال التمويل المباشر للأبحاث والتكنولوجيا العسكرية، ما يعزز من هيمنة إسرائيل وسيطرتها على السكان المدنيين القابعين تحت الاحتلال الإسرائيلي.
من هنا، يجب التوقف عن استخدام أموال دافعي الضرائب الأوروبيين في تمويل الأنشطة الإسرائيلية التي تسهم في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
إن السرعة التي تم بها وقف تمويل البرنامج للكيانات الروسية في مارس 2022 تثبت أن الإرادة السياسية الحقيقية قادرة على حل أي مشكلة.